المقاومة الإسلامية و الوطنية
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

المقاومة الإسلامية و الوطنية

منتدى المقاومة الإسلامية و الوطنية
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 ذكرى رحيل القائد الخالد حافظ الأسد

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
أبو طوني
أسد الجنوب
أسد الجنوب



عدد الرسائل : 239
العمر : 34
الموقع : الجنوب-النبطية
تاريخ التسجيل : 10/04/2008

ذكرى رحيل القائد الخالد حافظ الأسد Empty
مُساهمةموضوع: ذكرى رحيل القائد الخالد حافظ الأسد   ذكرى رحيل القائد الخالد حافظ الأسد I_icon_minitimeالإثنين أبريل 21, 2008 10:10 am

تخلّدُ القادةَ العظماءَ والعباقرةَ المبدعين والشهداءَ والثوارَ والمصلحين، بطولاتُهم وإبداعاتُهم وحكمتُهم وقدراتُهم الاستشرافية وشجاعتُهم في مواجهة الأعداء وأفكارهم ومواقفهم، وتماهيهم في قضايا أمّتهم وفناؤهم في شخصيتها ووجدانها الجمعي، وتعبيرُهم الأصيل عن قيمها وهويّتها، وأسمى عناصرها الحضارية، وآمالِ وتطلعات أبنائها وجماهيرها من أجل حياة حرّة كريمة، تليق بتاريخها ومكانتها بين الأمم والشعوب القويّة المحترمة. ‏

هذا هو شأن القائد الخالد حافظ الأسد، الذي وهب ذاته وكرّس حياته للمبادئ والقيم العظيمة.. فأصبح المعبّر والناطق الصادق باسم أمّته وهمومها وأهدافها وطموحاتها.. حتى أنه وُصِفَ في دراسات ومؤلفات عديدة بأنه «أمّة في رجل» وبأنه «لو لم يظهر حافظ الأسد لكان تاريخ سورية على غير ماهو عليه الآن»، وأنّ «اسم سورية.. ونهضتها المعاصرة ارتبط عضوياً باسم قائدها وملهمها وباني مجدها حافظ الأسد في العقود الثلاثة الأخيرة من القرن العشرين». ‏

لقد كتبت مئات الدراسات والمقالات التحليلية حول شخصية هذا القائد العظيم.. ومن جوانب وزوايا مختلفة.. بعضها ركّزعلى المكونات العقائدية والفكرية، وتعمّقت بحوث أخرى في الجوانب القيادية والنفسية.. وركّز بعض الدارسين على تكوينه العسكري وعناصر الشجاعة والتحدي في شخصيته الفذّة.. في حين عدّه دارسون آخرون قمّة في علم السياسة وفنون التفاوض والدهاء والقدرة الخلاقة على ابتكار الحلول في أصعب المراحل، وأعقد الحالات. ‏

في الاعدادية والثانوية من حياته التعليمية برز بين أقرانه متمتّعاً بجملة من المواهب والقدرات القيادية المتميزة.. وفي مقدمتها نضجه الفكري المبكر والتزامه السياسي بالبعث ومبادئه القومية الشاملة، وقيادته لزملائه الطلبة في المظاهرات المعادية للأحلاف الاستعمارية والرجعية وقوى التخلّف. ‏

في الجيش والقوات المسلّحة كان المحورَ الارتكازيَّ الذي التف حوله الضباط الأحرار، الرافضون للتبعية والقطرية الضيقة والديكتاتوريات المشبوهة. ‏

في الحزب كان المثل والقدوة في المبدئية والغيرية والاستعداد للتضحية ونكران الذات. ‏

وتحدث رفاقه الأقربون، كالرفيق عبد الله الأحمر ـ الأمين العام المساعد للحزب، والرفيق عبد الحليم خدّام نائب رئيس الجمهورية، والرفيق العماد أول مصطفى طلاس، عن صفاته وسجاياه وقيمه المبدئية والخلقية ومواقفه البطولية في أحلك الساعات وأصعبها، وعن تمسكه الأصيل بحقوق أمته ومصالحها، ورفضه كل الإغراءات، والضغوط والتهديدات بإباء قومي وشجاعة نادرة وإيمان مطلق بشعبه وحقوقه ومستقبل أمته. ‏

ومن أبلغ ما وُصفَ به تلك العبارات التي جاءت في كلمة للرفيق عبد الحليم خدام عضو القيادتين القومية والقطرية ـ نائب رئيس الجمهورية، الذي أكّد أن القائد الخالد حافظ الأسد «ظلّ يكافح ويصارع ويواجه الضغوط الكبرى؛ فما لانت قناته وما اهتزت قناعته، ولاضعفت عزيمته، وما أخذوا منه موقفاً فيه تفريطٌ بحق أو مسٌّ بكرامة. فأصبح رمزاً للصمود الوطني والإباء القومي في ضمير الأمة.. خلال ثلاثين عاماً خبرته رئيساً وقائداً فذّاً في شجاعته.. وليس مثله في شجاعته وليس مثله في تعقّله. ‏

وكانت الحكمة الخطَّ الفاصلَ بين الشجاعة والتهور..تساوى لديه القوي والضعيف في موازين الحقّ والعدل؛ فما أرهبه قويٌ مهما عظمت قوته، وما انقضّ على ضعيف مهما بلغ ضعفه.. كان قويَّ الإيمان بالله والثقة بالأمة، مدركاً أنّ القوة الغاشمة مهما بلغت سطوتها لن تستطيع هزيمة الإيمان مهما ضعفت وسائله». ‏

وإذا كان هنري كيسنجر برز في السبعينيات مثل «شيطان انفلت من عقاله» (تبعاً لوصف باتريك سيل)، من خلال تمتعه بصلاحيات واسعة غير محدودة، على خلفية الضعف الرئاسي الأميركي، وكان شديد الإخلاص والولاء لـ «إسرائيل» وسياساتها، واستطاع ببراعته وتكتيكاته الملتوية اكتساح العقبات وإلغاء الآراء المعارضة له سواء في «البنتاغون» أو في وزارة الخارجية، واستطاع أن يتلاعب كما يشاء بعواطف وشخصيات معروفة في المنطقة العربية.. إلا أنه وباعترافاته الصريحة فشل فشلاً ذريعاً إزاء «تصلّب ودهاء وذكاء الرئيس حافظ الأسد» (انظر: مذكراته المترجمة الى العربية تحت عنوان «هنري كيسنجر في البيت الأبيض»). ‏

وبعد أن نجح القائد الخالد في إفشال المخطط الإسرائيلي ـ الأميركي في لبنان، وبالتالي إلحاق الهزيمة بأصحاب هذا المخطط الجهنمي، وفي مقدمتهم هنري كيسنجر، تحول الموقف إلى «كابوس» مخيف لكيسنجر، حيث «أثبت الأسد أنه أذكى وأصلب منتقد ومعرقل لدبلوماسيته» (باتريك سيل: الأسد ـ الصراع على الشرق الأوسط، 1988، ص452). ‏

لقد كان القائد الخالد يتمتع برؤية استراتيجية شاملة لمجمل الصراع العربي ـ الصهيوني، وكانت أبرز نقاط افتراقه الأساسية والجذرية مع الخائفين والمفرّطين واللاهثين وراء المكاسب الآنية والحلول الانفرادية والمستسلمين لمخططات الصهيونية والقوى الداعمة للعدو الصهيوني.. تتمثل في إيمانه الكبير بقدرات الأمة العربية وطاقاتها وإمكانية نصرها، «فكان دائماً رجلاً صبوراً، قادراً على استعمال النفس الطويل في نظرته الى الصراع مع «إسرائيل». وكان يعتقد أنّ الزمن الى جانب العرب؛ ولذلك أشار على الزعماء العرب الآخرين بأن لايتعجّلوا، وأن لا يتفاوضوا بتهوّر، وأن لايقدّموا تنازلات من مواقع ضعف» (باتريك سيل، ص 562). ‏

وتمشياً مع هذه الرؤية الشمولية للصراع دعا القائد الخالد الى إقامة توازن استراتيجي فعّال من شأنه لجم الروح العدوانية التوسعية لدى «إسرائيل»؛ لأنه «من الصعب أن يقوم السلام بينما تبدو «إسرائيل» أو تشعر أنها أكفأ من الآخرين».. وهو مايقتضي منّا «أنْ نتقدم سريعاً في المجال الثقافي، وفي المجال الاقتصادي، وفي المجال الاجتماعي عموماً.. وترتيباً على ذلك، في المجال السياسي، وكذلك في المجال العسكري» (من الحديث الذي أدلى به القائد الخالد لصحيفة «ليبراسيون» الفرنسية في 19/2/1986). ‏

إنّ مفهومه للتوازن الاستراتيجي يقوم أساساً على مبدأ شمولية الصراع وحشد كلّ الطاقات والقدرات.. إنّه «لايعني توازن دبّابة بدبّابة ومدفع بمدفع فقط، بل يعني التوازن في مختلف جوانب الحياة السياسية والبشرية والاجتماعية والثقافية والاقتصادية والعسكرية.. وإنّ إهمال أيّ من هذه العناصر سيترك ضعفاً لامفرّ منه في جَسَد هذا التوازن.. ونحن ندرك أنّ هذا الأمر لايتحقق بين يوم وآخر؛ وإنما يحتاج إلى وقته المناسب وجهده المناسب». ‏

ورغم حجم المؤامرات والتهديدات والاختراقات التي حقّقها الأعداء في جبهات ومواقع عربية مؤثّرة، فإن القائد الخالد ظلّ إلى آخر لحظة في حياته الكفاحية العظيمة مؤمناً بصورة مطلقة بأمته وشعبه وبالمستقبل. .ومع إدراكه الواعي الدقيق لتلك القوى الكبيرة المعادية للعرب، إلا أنه كان يؤمن بقوة «الحقّ الساطع والشعب العربي الواسع». ولهذا كان يؤكد دائماً: «إنّنا لن نستسلم للهيمنة الصهيونية، ولن نستسلم للتهديدات الامريكية ولا للجبروت الأميريكي المتجسّد بالإعلام الضخم في العالم، والمتجسّد بالأساطيل وبالطائرات والاقتصاد والمال.. ويشكّل الأدوات اللازمة للضغط والتخويف، والإرهاب الذي يحملون زوراً وبهتاناً لواء مكافحته، وهم بكل تأكيد أبشع مثال عرفه التاريخ لأناس يقودون ويخططون وينفّذون الإرهاب» في العالم. ‏

لقد كان القائد الخالد دقيقاً وعميقاً وعبقرياً فذاً في رؤيته لأهمية الوحدة الوطنية والدور المحوري للجبهة الوطنية التقدمية والتعدّدية السياسية والاقتصادية، ومجمل المتغيرات الدولية الحاصلة في العقدين الأخيرين، ولم يَحدْ قيد أنملة عن المبادئ والقيم العظيمة التي نذر حياته النضالية لأجلها، وبقي يؤكّد إلى اللحظة الأخيرة أنّ «الصراع مستمر» وأن «من الصعب أن تستجيبب «إسرائيل» لمتطلبات السلام العادل وهي تشعر بالتفوّق.. ومن هنا فالتوازن الاستراتيجي بالنسبة لنا هو أمرٌ ثابت ومستمرٌ ولايتعلّق بأية متغيرات». ‏

كانت عبقرية القائد الأسد واضحة المعالم والقسمات في مجمل مسيرته الكفاحية الخالدة، وقد ركّز دائماً على امتلاك الوطن طاقات جبّارة، مشيراً الى خطأ من لايدركون عمق ومضمون تلك الطاقات؛ إذ «برهن شعبنا عبر التاريخ أنّ عطاءه يزداد بازدياد التحدّي، حيث تصقل المواهب ويتفانى الناس في البذل والعطاء». ‏

وأشار في مناسبات عديدة أنّ «حالة التغيير لاتبدأ من العدم، كما أنها لاتنبت من بذور نمت وترعرعت في خارج بيئتها السياسية والاجتماعية والاقتصادية. وانما هي عملية متجددة متطورة، عناصرها في الماضي، وتطلعاتها نحو المستقبل.. ويسير التطور حسب علاقة تتجدّد عزومها باستمرار، مع تجدّد الحاجات وتطوّر المجتمع». ‏

لقد أكّد قائد مسيرة الحزب والشعب؛ مسيرة التطوير والتحديث، سيادة الرئيس بشّار الأسد « أن نهج القائد الأسد كان نهجاً متميزاً؛ وبالتالي فإن الحفاظ على هذا النهج ليس بالأمر السهل، ولاسيما أننا لسنا مطالبين فقط بالحفاظ عليه وإنما بتطويره أيضاً.. وهذا يحتاج الى الكثير من العمل والجهد على المستويات كلها بهدف البناء على ماتحقّق في عهده الزاهر لنعلي البنيان ونضاعف الإنجازات، مصمّمين على تذليل الصعوبات ومواكبة العصر دونما التخلي عن ثوابتنا الوطنية والقومية التي رسّخها في قلوبنا وعقولنا متمثلين في الوقت ذاته حكمته في تحويل الحزن الى طاقة خلاقة، والمصيبة إلى عمل وإنجاز». ‏

وبهذا وحده نقدّم لقائدنا الخالد أفضل ماكان يتمناه ويطالب به ويحث أبناء الوطن من أجله: المحافظة على ماتحقق من الإنجازات، والعمل المخلص لتطويرها،وتلافي الثغرات، والمحاسبة الشديدة للمقصرين والفاسدين ومستغلي المناصب، وإعداد الكوادر المسؤولة والاستفادة القصوى من الكفاءات والفعاليات الوطنية النزيهة بهدف تطوير واقعنا الراهن، والانتقال الى مستوى أعلى من التقدم، وتعزيز القدرات الذاتية ومواكبة روح العصر. ‏

لقد تماهى القائد الخالد بشعبه وقضايا أمته فاستحقّ الخلود أبداً.. وبقي علينا جميعاً مواصلة النهج وتعزيز المسيرة بالولاء للوطن وقائده والتفاني بالعمل، ومحاربة الفساد والبيروقراطية والانتهازيين، والاستعداد للتضحية والاستشهاد من أجل الوطن وتقدمه وعزته وكرامته.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
http://www.afwaj.org/vb/member.php?u=317
 
ذكرى رحيل القائد الخالد حافظ الأسد
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
المقاومة الإسلامية و الوطنية :: سوريا الأسد :: القائد الخالد حافظ الأسد-
انتقل الى: