ثمانية ايام على قراري فريق السلطة الاسودين

ثمانية أيام مرت على اتخاذ فريق السلطة لقراريه الأسودين الذين فجرا الوضع في البلاد، وسبعة أيام مضت على بدء المعارضة الوطنية لتحركها الاحتجاجي.
ميدانياً هدوء حذر يسيطر على كافة المناطق اللبنانية. سياسياً، بدا فريق السلطة مصراً على لعبة تقطيع الوقت ومعتمداً بالكامل على جرعة تصريحات أميركية وسعودية لا تنفع ولا تغير بالواقع القائم شيئا، فضلاً عن هدية موعودة من مجلس الأمن الدولي، وهذا ما تحدث عنه وزير الخارجية الفرنسي برنار.
في السراي الكبير تضاربت المعلومات عما إذا كان السنيورة سيعقد جلسة لمجموعته الوزارية لإلغاء القرارين الأسودين أم لا، وبعد مرور أربعة أيام على طلب قيادة الجيش رسمياً من فريق السلطة التراجع وسحب فتيل الأزمة، استمرت بعض الأصوات التي سبق ان حرضت على المقاومة وشبكة اتصالاتها السلكية، استمرت بالتحريض على عدم التراجع، وهنا الحديث عن الوزير مروان حمادة الذي وصفه دبلوماسي عربي قريب من الموالاة بأنه داس على جنبلاط ويعمل لنفسه الآن، في إشارة إلى تأكيد جنبلاط للرئيس بري بأنه يؤيد التراجع عن القرارين وكذلك النائب سعد الحريري الذي لم ينف هذا الأمر خلال مؤتمره الصحافي.
وفيما تؤكد المصادر أن مسألة التراجع عن القرارين واقعة لا محالة، تؤكد ايضاً مراهنة السنيورة وفريقه على وصول الوفد الوزاري العربي، الذي سيبدأ لقاءاته صباح الأربعاء مع الرئيس بري، وهنا يكشف المصدر عن سعي هذا الفريق للربط بين إلغاء القرارين وبين التسوية السياسية الشاملة، وكان لافتاً في السياق جولة السفير المصري بين عين التينة والضاحية الجنوبية وعائشة بكار وحديثه بعد لقاء الوزير المستقيل محمد فنيش عن حتمية الحل السياسي المشرف.
وقال السفير المصري البديوي: "ان مصر ترى ان أي احتكاكات ميدانية هي عبثية وبلا قيمة سياسية تذكر فلا يستطيع أي طرف او يريد الحسم العسكري وهو مستحيل على أي حال. ومن هنا فان الحل السياسي حتمي ولابد ان يكون حلاً مشرفاً ويحفظ كرامة الجميع لكي يكون قابلاً للبقاء.
وسئل السفير: "لقد نقل كلام عن الوزير مفيد شهاب كلام خطير نشر في الصحف مفاده ان حزب الله كان يخطط لعملية تستهدف النائب وليد جنبلاط وان هذا الكلام اخبره النائب جنبلاط وانه كان بصدد زيارة مصر واجل زيارة مصر ورواية طويلة عريضة، ما صحة هذه الاتهامات واين دور مصر مما يجري عندما اصبحت طرفاً وتتهم حزب الله انه يمارس ويهدد؟
اجاب: "مصر لم تتهم حزب الله ولم تتهم أي طرف ، ان مصر ادانت كافة الاعمال المسلحة التي حصلت في الايام الاخيرة".
المسألة اذاً، هي بالتفتيش عن المخارج السياسية المشرفة لكلا الطرفين، لكن هذا الامر لن يتضح الا مع بدء الوفد الوزاري العربي للقاءاته، وقتها فقط تفتح كافة الأوراق على الطاولة ويتضح الخط الأبيض من الأسود.