في ربيع 1938، ونتيجة الانتشار الواسع للعقيدة القومية الاجتماعية في كيانات الأمة، بادرت سلطات الانتداب الى المزيد من التضييق على الحزب، وفي 11 حزيران غادر سعاده الوطن في جولة على فروع الحزب في المغتربات. وسافر براً من بيروت إلى الأردن ومنها إلى فلسطين، حيث اجتمع مع السوريين القوميين الاجتماعيين في عمان وفي حيفا. ثم إلى قبرص، والمانيا،.. ومنها سافر إلى البرازيل، حيث استقر في سان باولو مرتع صباه (كانون الأول 1938). وفور مغادرته بيروت قامت سلطات الانتداب بمداهمة مركز الحزب، وعطلت صحيفة النهضة، وحظرت على السوريين القوميين الاجتماعيين ممارسة العمل الحزبي، كما أصدرت مذكرة قضائية بمحاكمة سعاده.
حاولت فرنسا عبر ديبلوماسييها الضغط على الحكومة البرازيلية لمنع سعاده من مزاولة العمل الحزبي في أوساط المغتربين السوريين، خصوصاً أنه كان قد سارع الى إصدار صحيفة تحت اسم "سورية الجديدة" (العدد الأول 11 آذار 1939). وفي 23 آذار من العام ذاته أقدمت قوات الأمن في البرازيل على اعتقال سعاده وعدداً من رفقائه، بتهمة "المس بسلامة العلاقات الانترناسيونية للدولة البرازيلية". ولكن أوساط الجالية السورية وبعض المثقفين البرازيليين سارعوا إلى الدفاع عن سعاده، فأرسل رئيس جمعية الصحافة في سان باولو رسالة استفسار إلى دائرة الأمن العام، خصوصاً أن الحكومة الفرنسية كانت قد طلبت عن طريق قنصلها في البرازيل بتسليم انطون سعاده ليمثل أمام محاكم سلطات الانتداب، لكن الحكومة البرازيلية رفضت ذلك، وبعد تحقيق قضائي دقيق أعلنت المحكمة البرازيلية براءته من التهم الموجهة اليه، وأفرجت عنه وعن رفقائه في 30 نيسان 1939.
بعد خروجه من السجن بأسبوعين غادر سعاده الى الأرجنتين. ومكث فيها حتى أيار 1940. وهناك حاول تجديد جواز سفره، لكن السفارة الفرنسية في بيونس ايرس رفضت ذلك. وفي 20 آب من العام ذاته أصدرت سلطات الانتداب الفرنسي في لبنان حكماً غيابياً قضى بسجن سعاده عشرين عاماً، ونفيه من لبنان عشرين عاماً أخرى، فاصبح بحكم الأسير داخل الأرجنتين لا يستطيع مغادرتها، وظل في مغتربه القسري حتى عام 1947. وأصدر خلال هذه الفترة جريدة "الزوبعة" التي كانت منبرا متميزاً للصوت القومي، وعلى صفحاتها ظهرت أهم كتاباته السياسية والفكرية والأدبية. وكان قد تعرف على الرفيقة جوليت المير، وهي من عائلة طرابلسية مقيمة في الأرجنتين، فتزوجها عام 1941، وأنجب منها في المغترب كريمتاه صفية واليسار، أما راغدة فولدت بعيد عودة العائلة الى الوطن.
بعد جلاء القوات الفرنسية عام 1946 حاول العودة الى لبنان لكن تحالف بشارة الخوري (رئيس الجمهورية) ورياض الصلح (رئيس الحكومة) كان يعرقل عودته بحجة الحكم القضائي الصادر بحقه منذ أيام الانتداب.