ما الذي تريده القوات اللبنانية؟ الإجابة عند القوات نفسها، وتحديداً مكتبها الإعلامي الذي ومن دون مناسبة صدم اللبنانيين برفع لوحة إعلانية تكشف عن عدم تخليها عن أفكار الحرب الأهلية.
ففي ساحة ساسين، نقطة الوصل بين أطراف العاصمة اللبناني بيروت. وإذا كانت الساحات مركزاً يمكن استثماره تجارياً وسياحياً، إلا أن القوات اللبنانية إرتأت إدخال هذه الساحة في زواريب لا يبدو أن أحداً من اللبنانيين بحسب الظاهر يريدون المرور بها مجدداً.
الإمضاء: مكتب الإعلام في القوات اللبنانية - فرع بيروت، الشعار: "سوا" أي "كلنا" بحسب التعبير اللبناني" والهدف تغيير كامل الصورة، أما الوسيلة فهي التمزيق.
على الجانب الأيمن من اللوحة الإعلانية للقوات مشهد فوتوغرافي لانسحاب القوات السورية من لبنان، وهي الجهة التي لطالما اعتبرتها القوات اللبنانية إحتلالاً أجنبياً. لكن ما حمله الإعلان في الجهة اليسرى يكشف اللثام عن آخر أسرار القوات ومشروعها الطويل بحسب آخر تصريحات رئيسها التنفيذي سمير جعجع.
صورة فوتوغرافية لمقاومين في حزب الله يؤدون القسم بأن يصونوا الوطن أو يموتوا دونه.
القوات اللبنانية إذاً عبر مكتبها الإعلامي تعلن أنها ستمزق لبنان عبر إلغاء شركائها في الوطن، هي الرسالة التي لا تحتمل هذه اللوحة أيّ تأويل آخر. لكن العجيب أن المكتب الإعلامي للقوات وبعد مراجعة المنار أنكرت صلتها بهذه اللوحة، وهو إنكار لا يجدي مع انتشار نُسَخٍ منها في معظم شوارع الأشرفية والجميزة وغيرها من مناطق، ما يعني أن حملةً منظمة على الأرض، وعذراً للتعبير، أكثر صراحة وصدقاً من إنكار على الهاتف.