قال سفير سورية لدى واشنطن عماد مصطفى إن "الأشهر القليلة القادمة ستكون الأخطر على الإطلاق حيال منطقتنا قبل مغادرة الرئيس الأمريكي جورج بوش البيت الأبيض ", مشيرا إلى أن المنطقة تتعرض لأعتى الهجمات وان المناورات الإسرائيلية هدفت للتهويل بمقدرات إسرائيل ومخاطبة الرأي العام الإسرائيلي, فالوضع اليوم في منتهى الخطورة".
وأضاف مصطفى في لقاء مع مجموعة من المراسلين والصحفيين العرب أن "الحملة التي تتعرض لها سورية اليوم هي الأشد منذ حصولها على الاستقلال", مشيراً إلى "تبني بعض القوى في المنطقة مشروع إليوت إبرامز, أحد أكبر عتاة الصهاينة في إدارة بوش ومسؤول الأمن القومي في البيت الأبيض, من أجل إحداث تغييرات تسعى إليها إدارة بوش في الشرق الأوسط".
وكشف مصطفى عن حديث دار بينه وبين موظف كبير بوزارة الخارجية الأميركية عبّر فيه الأخير عن خيبة أمله من مواقف إدارة بوش من سورية بعد التفاؤل الذي كان قد ساد إثر لقاء أنابوليس".
وأشار مصطفى إلى أن "العامل الأكثر استبشارا هو وجود تيار في الكونغرس يظهر إرادة في تعبيره عن رغبة أعداد متزايدة من أعضائه في إقامة علاقة أكثر إيجابية بين الولايات المتحدة وسورية عبر الانخراط معها, وذلك بدافع حاجة الولايات المتحدة لانخراط سياسي ودبلوماسي مع الدول المجاورة للعراق".
وكانت العلاقات السورية الأمريكية توترت بعد احتلال العراق عام 2003 من قبل قوات التحالف الدولية والذي رفضته سورية بشدة, إلا أن هذه العلاقات تدهورت بعد اغتيال رئيس وزراء لبنان الأسبق رفيق الحريري واتهام واشنطن لدمشق بالتورط في الاغتيال.
وأوضح مصطفى أن "مجموعة صهيونية هي التي تقف وراء ترويج ما ينشره بعض الإعلام العربي والمعارض من إشاعات كاذبة حول سورية وإن إعلام بعض الدول العربية يروّج لنشر مثل هذه الشائعات".
وحول جهود الوساطة العربية التي تبذلها كل من الجزائر والكويت لتنقية الأجواء العربية قال "لم نسمع ممن تغيبوا عن حضور قمة دمشق أي مواقف تتناقض مع مواقف الذين كانوا حاضرين فيها" , مؤكدا أن "سورية لن تقبل إطلاقا جرها إلى سلام يستهدف ضرب إخواننا الفلسطينيين والمقاومين".
وكانت وسائل الإعلام تحدثت عن جهود يقوم بها بعض الزعماء العرب لتنقية الأجواء مع الدول العربية التي غابت عن قمة دمشق أو خفضت تمثيلها مثل السعودية ومصر.
وفيما يتعلق بلبنان أوضح مصطفى أن "هناك فريقاً لبنانياً ذو علاقة وطيدة مع سورية, لكنه بنفس الحين ليس هو بالدمية لها وإنما له دوره في اللعبة السياسية اللبنانية".
وتطالب الولايات المتحدة وفرنسا والسعودية سورية بالضغط على المعارضة اللبنانية من أجل التوصل إلى حلول للأزمة السياسية المستمرة منذ نحو عام ونصف".